أعلن محرك البحث غوغل، إطلاق ما يُعرف بِاسم “التحديث الخاص بالمحتوى المساعد” من أجل مكافحة المحتوى غير المفيد وتحسين تجربة المستخدم.
وأكد محرّك بحث غوغل أنه يسعى باستمرار إلى تحسين إمكانية عثور المستخدمين على المعلومات المفيدة.
وحسبه لقد عانى الكثير من المستخدمين من الإحباط بعد زيارة صفحة ويب يبدو أنها تحتوي على ما يبحثون عنه ، ولكنها لا ترقى إلى مستوى توقعاتهم.
وقد يتفاجأ المستخدم أن المحتوى لا يحتوي على الأفكار التي يريدها، أو قد لا يبدو أنه تم إنشاؤه لشخص ما أو حتى من قبل ناشرين.
ومن هذا المنطلق، يقول عملاق البحث أنه أطلق ما يُعرف بِاسم “التحديث الخاص بالمحتوى المساعِد”، وذلك في إطار جهود أوسع نطاقًا تهدف إلى ضمان أن تعرض نتائج البحث للمستخدمين المزيد من المحتوى الأصلي والمفيد الذي أنشأه مستخدمون آخرون.
ونشر محرك غوغل معلومات بخصوص التحديث الجديد وعلى النقاط التي يجب أن يركز عليها صنّاع المحتوى.
1- التركيز على المحتوى الذي يستهدف المستخدمين بشكل رئيسي
يهدف التحديث الخاص بالمحتوى المساعِد حسب google إلى تقديم مكافأة أكبر للمحتوى الذي يقدّم تجربة مُرضية للمستخدمين، في حين أنّ المحتوى الذي لا يلبي توقّعاتهم سيسجّل مستوى أداء منخفضًا.
كيف يمكنك التأكّد من توافُق المحتوى الذي تنشئه مع التحديث الجديد؟
يؤكد محرك البحث أنه يمكنك ضمان توافُق المحتوى من خلال الالتزام بالنصائح والإرشادات التي سبق أن وضعها بخصوص إنشاء محتوى موجّه للمستخدمين بشكل رئيسي وليس لمحرّكات البحث.
وصناع المحتوى الذين يقدمون محتوى يستهدف المستخدمين بشكل رئيسي يركّزون بالدرجة الأولى على إنشاء محتوى يرضي المستخدمين ويتّبعون في الوقت نفسه أفضل الممارسات المتعلقة بتحسين محركات البحث، ما يقدّم قيمة مضافة للمستخدمين الذين يُجرون عمليات بحث.
ويقول محرك غوغل أنه أضاف بعض الأسئلة أدناه. إذا أجبت عليها بنعم، هذا يعني أنّك تسير في المسار الصحيح لاعتماد نهج يستهدف المستخدمين بشكل رئيسي:
- هل لديك جمهور حالي أو مُستهدَف لنشاطك التجاري أو موقعك الإلكتروني قد يَعتبر المحتوى الذي تقدّمه مفيدًا إذا اطّلع عليه مباشرةً قبل أي محتوى آخر؟
- هل المحتوى الذي تقدّمه يُظهر بوضوح خبرة عملية ومعرفة عميقة (مثلاً، خبرة ناتجة عن الاستخدام الفعلي لمنتج أو خدمة ما أو عن زيارة لأحد الأماكن)؟
- هل لدى موقعك الإلكتروني غرض رئيسي أو تركيز أساسي؟
- هل سيشعر المستخدم بعد قراءة المحتوى الذي تقدّمه بأنّه حصل على معلومات كافية حول الموضوع من شأنها أن تساعده في إنجاز هدفه؟
- هل سيشعر المستخدم الذي يقرأ المحتوى الذي تقدّمه بأنّه حصل على تجربة مُرضية؟
- هل تأخذ في الاعتبار إرشاداتنا المتعلقة بالتحديثات الأساسية ومراجعات المنتجات؟
2- تجنُّب إنشاء محتوى غرضه استهداف محرّكات البحث بشكل رئيسي
ويؤكد محرك البحث أنه ينصح باعتماد نهج يستهدف المستخدمين بشكل رئيسي، إلا أنّ ذلك لا يلغي أهمية اتّباع أفضل الممارسات المتعلقة بتحسين محرّكات البحث.
ومن ضمنها أفضل الممارسات الواردة في دليل تحسين محرّكات البحث من Google.
وتفيد عملية تحسين محركات البحث عندما يتم تطبيقها على المحتوى الموجّه للمستخدمين أولاً، غير أنّ المحتوى الذي يتم إنشاؤه بالدرجة الأولى بهدف جذب عدد أكبر من الزيارات من محرّكات البحث يكون عادةً غير مُرضٍ بالنسبة إلى المستخدمين الذين يُجرون عمليات البحث.
3- كيف يمكنك تجنُّب اعتماد نهج يستهدف محرّكات البحث بشكل رئيسي؟
هنا بعض الأسئلة حسب غوغل. إذا أجبت بنعم عليها كاملة أو على بعضها، هذا يعني أنّه عليك إعادة تقييم طريقة إنشاء المحتوى في موقعك الإلكتروني:
- هل يهدف المحتوى بالدرجة الأولى إلى جذب زيارات من محرّكات البحث بدلاً من التركيز على ما يهم المستخدمين؟
- هل تنتج مقدارًا كبيرًا من المحتوى الذي يتناول مواضيع مختلفة على أمل أن يحقّق البعض منه أداء جيدًا في نتائج البحث؟
- هل تفرِط في استخدام الأساليب المبرمَجة لإنشاء محتوى يتناول مواضيع مختلفة؟
- هل تعرض بشكل رئيسي ملخّصات للمعلومات التي تقدّمها مصادر أخرى بدون توفير أي قيمة مضافة؟
- هل تكتب عن مواضيع لأنّها رائجة فقط، وليس لأنها تهم جمهورك الحالي؟
- بعد قراءة المحتوى، هل يشعر المستخدمون أنّهم بحاجة إلى البحث مرّة أخرى للحصول على معلومات أفضل من مصادر أخرى؟
- هل تعمل على كتابة عدد محدّد من الكلمات لأنّك سمعت أو قرأت أنّ محرّك بحث Google يعتمد عددًا مفضّلاً للكلمات؟ (علمًا أنّ ذلك ليس صحيحًا)
- هل قرّرت إنشاء محتوى يتعلّق بموضوع متخصّص مع أنّك لا تملك خبرة حقيقية في هذا المجال، فقط لأنّك تعتقد أنّ ذلك سيرفع عدد الزيارات الواردة من محرّكات البحث؟
- هل يقدّم المحتوى وعودًا بالإجابة عن سؤال لا يتوفر جواب عليه، مثل التلميح إلى الكشف عن تاريخ الإصدار الخاص بمنتج أو فيلم أو برنامج تلفزيوني عندما لا يكون هذا التاريخ مؤكّدًا؟
4- آلية عمل التحديث
يقول غوغل أن هذا التحديث يقدم إشارة جديدة لنا على مستوى الموقع سنأخذها في الاعتبار عند ترتيب صفحات الويب، تمامًا كغيرها من الإشارات المتعددة.
وأوضح: تحدّد أنظمتنا تلقائيًا المحتوى الذي تكون فائدته قليلة أو لا يوفّر أي قيمة مضافة تُذكَر أو الذي يُعتبَر غير مفيد بالنسبة إلى المستخدمين الذين يُجرون عمليات البحث.
عندما يتم رصد مقدار كبير من المحتوى غير المفيد على مواقع إلكترونية، من المرجّح أن تسجّل كل أنواع المحتوى في تلك المواقع مستوى أداء منخفضًا على محرك بحث Google حتّى ولَو كان بعض هذا المحتوى مفيدًا، وهذا لافتراض وجود محتوى آخر على الويب من الأفضل عرضه.
لهذا السبب، ينصح غوغل بإزالة أي محتوى غير مفيد لتحسين ترتيب جميع المحتوى الآخر.
ما هي المدة التي يحتاج إليها الموقع الإلكتروني ليتحسّن أداؤه بعد إزالة بعض المحتوى غير المفيد؟
إذا رصد هذا التحديث مواقع إلكترونية تقدّم محتوًى غير مفيد، قد يستمر تصنيفها بهذه الإشارة لعدة أشهر، لكنّ المصنِّف ضمن هذا التحديث يعمل بشكل متواصل، ما يتيح تتبُّع المواقع الإلكترونية الحالية أو تلك التي يتم إطلاقها حديثًا.
وبالتالي، إذا تبيّن للمصنِّف أنّ الموقع الإلكتروني بقي خاليًا من المحتوى غير المفيد على المدى الطويل، سيتغيّر تصنيفه ولن تعود الإشارة تنطبق عليه.
إنّ آلية عمل المصنِّف مبرمَجة بالكامل وتعتمد على نموذج تعلُّم الآلة، وهي ليست إجراءً يدويًا أو إجراءً ضد محتوى غير مرغوب فيه، بل إنّها إشارة جديدة وواحدة من الإشارات الكثيرة التي يقيّمها محرّك بحث Google لترتيب المحتوى.
هذا يعني أنّ بعض المحتوى الذي يستهدف المستخدمين بشكل رئيسي قد يحصل على ترتيب جيّد حتى إذا توفّر ضمن موقع إلكتروني مصنّف على أنّه يتضمّن محتوًى غير مفيد، وذلك في حال حدّدت إشارات أخرى أنّ هذا المحتوى مفيد وذو صلة بأحد طلبات بحث.
وحسب غوغل فإن الإشارة الجديدة لها درجات، ما يعني أنّ المواقع الإلكترونية التي تتضمّن مقدارًا كبيرًا من المحتوى غير المفيد قد تتأثر بدرجة كبيرة. في جميع الحالات، يجب التأكّد من إزالة أي محتوى غير مفيد والالتزام بجميع إرشادات غوغل لتحقيق أفضل أداء.
وحسب غوغل سيؤثّر هذا التحديث أولاً في عمليات البحث التي يُجريها المستخدمون حول العالم باللغة الإنجليزية، قبل توسيع نطاق التحديث ليشمل لغات أخرى في المستقبل.
وحسب إدارة المحرك فإنه خلال الأشهر القادمة، ستواصل أيضًا تحسين آلية المصنِّف في رصد المحتوى غير المفيد، ومكافأة المحتوى الذي يستهدف المستخدمين بشكل رئيسي.
